‏الأمراض والأوبئة وآثارها على المجتمع المصري: (١٧٩٨-١٨١٣ م)

يحتوي على قائمة مراجع.

"هناك فجوة کبيرة أغفلها المؤرخون العرب عن تلك الفترة التاريخية المهمة (1798- 1813م) فکانت الکتابات الخاصة بها عن الجانب الاجتماعي قليلة جدًا، وهى فترة مجيء الحملة الفرنسية على مصر وما أعقب خروج الحملة من فوضى وصراع على الحکم والسلطة وإهمال أمور الدولة، وما تبع ذلك من انتکاسة صحية استمرت حتى سنة 1813م إلى أن بدأ محمد على باشا الاهتمام بأمور الصحة؛ ويُعَدُ موضوع الأمراض والأوبئة من الموضوعات المهمة التي تلقى الضوءَ على المزيد من المعلومات عن الحياة الاجتماعية، وأيضًا على الوضع السياسي والاقتصادي الذى أثر على تفاقم وسوء الوضع الصحي للمجتمع المصري. ويرجع السبب في اختياري لموضوع الأمراض والأوبئة وآثارها على المجتمع المصري من عام (1798- 1813م) البداية هي مجيء الحملة الفرنسية على مصر لأنها تعتبر نقطة بداية لانفتاح مصر على الثقافة الأوروبية والنهاية عام 1813م هو بداية الإصلاحات الطبية التي بدأها محمد على. لقد ساءت الأحوال الصحية؛ بسبب انتشار الجهل وانتشار الأمراض والأوبئة؛ نتيجة إهمال المشروعات الصحية، وانتشار الخرافات بين الناس، وتأخرت الحياة العلمية وأصبح دور التعليم في مصر مقصورًا على الأزهر الشريف وبعض الکتاتيب. وشهدت مصر تفشي کثير من الأمراض التي عانت البلاد منها کثيرًا کالأمراض الجلدية، حيث کان الجدري أکثر شيوعًا وکثيرًا ما اجتاح قرى بأکملها وفتک بالکثير من سکانها، کما کان بلية مخفية لأطفال مصر في ذلک الوقت إذ کان يقضي على حياة معظمهم، فواجهته الحکومة بتطعيمهم ضده، کما تفشى بمصر في تلک الفترة أمراض العيون الکثير منهم، وأمراض البطن التي کان أخطرها الدوسنتاريا، هذا فضلاً عن أمراض أخرى کالأمراض العقلية والتناسلية التي کان لها هي الأخرى خطرها على سکان مصر في تلک الفترة." الناشر.